للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاستناب شمس الدِّين التونسيّ المالكيّ، وأذن له أنْ يحكم عليه بالحبس، فامتنع وقال: ما ثبت عليه شيء.

فأذن لنور الدِّين الزواوي المالكيّ، فتحيّر فقال ابن تَيْمِيَّة: أنا أمضي إلى الحبس وأتَّبع ما تقتضيه المصلحة.

فقال الزواوي: فيكون في موضع يصلح لمثله.

فقيل له: ما ترضى الدولة إلَّا بالحبس.

فأرسل إلى حبس القاضي. وأجلس في الموضع الَّذي أجلس فيه قاضي القضاة تقي الدِّين ابن بنت الأعزّ لمّا حبس. وأُذن له أنْ يكونَ عنده مَن يخدمه. وكان هذا جميعه بإشارة الشَّيخ نصر المنبجيّ.

فاستمر في الحبس، يُستَفتَى، ويزوره الناس، وتأتيه الفتاوى الغريبة المشكلة من الأمراء والأعيان، إلى ليلة الأربعاء العشرين من شوال [فـ] طُلِب أخواه زين الدِّين وشرف الدين، فُوجد زين الدِّين ورُسم عليه، وحُبس عند الشَّيخ تقيّ الدين.

فلم يزالا إلى أنْ قدِم مهنّأ بن عيسى أمير العرَب إلى السلطان. فدخل على الشَّيخ وهو بالسجن، في أوائل ربيع الأوّل سنة تسع وسبعمائة، وزاره، وأخْرَجَه بعدما استأذنَ في ذلك.

فخرج يوم الجمعة ثالث عشريْه إلى دار النيابة بالقلعة. وحضر الفقهاء وحصل بينهم وبينه بحث كبير إلى وقت الصلاة. ثمَّ عادوا إلى البحث حتَّى دخل الليل، ولم ينفصل الأمر.

ثمَّ اجتمعوا بمَرسوم السلطان يوم الأحد خامس عشريْه مجموع النهار،

<<  <   >  >>