القلعة إلى الجامع الأمويّ. وحالَما أُذّن لصلاة الظهر، صلّى الإمام الشافعيّ، من غير أنْ ينتظر صلاة المشهد على العادة. ثمَّ صلّي عليه، وتوجّهوا به إلى مقابر الصوفية. فما وصلوا به إليها حتَّى أذّن للعصر. وأراد جماعة أّن يخرجوا من باب الفرج أو باب النصر فلم يقدروا من شدّة الزحام وحُمِل على الأيدي والرؤوس والأصابع. وكان الناس يُلقون عمائمهم على النعش ويجرّونها إليهم طلبًا للتبرّك بذلك! ! وحُزِرَ مَن صلّى عليه من الرجال فكانوا ستّين ألفًا، وخمسة آلاف امرأة. وقيل أكثر من ذلك. وكان في عُنقه خيط عُمل بالزئبق لأجل القمل وطرده، فاشْتُرِي بجملة مال.
وكتَب بخطّه من التَّصانيف والتعاليق المفيدة، والفتاوي المشبعة، في الأصول، والفروع، والحديث، وردّ البدَع بالكتاب والسنّة، شيئًا كثيرًا يبلغ عدّة أحمال. فممَّا كمل منها:
- كتاب الصارم المسلول على منتقص الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
- كتاب تبطيل التحليل.
- وكتاب اقتضاء السّراط المستقيم.
- وكتاب [في الردّ على] تأسيس التقديس [للرازي]، في عدّة مجلّدات.
- وكتاب الردّ على طوائف الشيعة، أربع مجلّدات، وكتاب دفع الملام عن الأئمة الأعلام، وكتاب السياسة الشرعيّة، وكتاب التصوّف، وكتاب مناسك الحجّ، وكتاب الكلم الطيّب. ومسائل كثيرة جدًّا يقوم منها عِدَّات كثيرة من المجلّدات.
وأكثر مصنّفاته مسوّدات لم تُبَيَّضْ، وأكثرُ ما يوجدُ منها الآن بأيدي