للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّام خرج إليه وكلّمه بكلام قوي فهمَّ بقتله (١) ثمَّ نجا واشتهر أمره من يومئذ.

واتفق [أن] الشَّيخ نَصْر المنبجي كَانَ قد تقدم في الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فيه، فبلغه أنَّ ابن تَيْمِيَّة يقع في ابن العربي لأنَّه كَانَ يعتقد أنَّه مستقيم، وأن الَّذي ينسب إليه من الاتحاد أو الإلحاد من قصور فهم من ينكر عليه، فأرسل ينكر عليه وكتب إليه كتابًا طويلًا ونسبه وأصحابه إلى الاتحاد الَّذي هو حقيقة الإلحاد، فَعَظُم ذلك عليهم وأعانه عليه قوم آخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة وقعت منه في مواعيده وفتاويه فذكروا أنَّه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال: كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم (٢)، ورده على من توسَّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو استغاث فاُشخِصَ من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارًا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر وهو مع ذلك يشغل ويفتي إلى أن اتفق أنَّ الشَّيخ نصرًا قام على الشَّيخ كريم الدِّين الآملي شيخ خانقاه سعيد السعداء فأخرجه من الخانقاه، وعلى شمس الدِّين الجزري فأخرجه من تدريس الشريفية، فيقال: إنَّ الآملي دخل الخلوة بمصر أربعين يومًا فلم يخرج حتَّى زالت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وأطلق ابن تَيْمِيَّة إلى الشَّام.

وافترق النَّاس فيه شيعًا فمنهم من نسبه إلى التّجسيم لما ذكر في «العقيدة الحموية» و «الواسطية» وغيرهما من ذلك كقوله: إنَّ اليد والقدم والسّاق


(١) هذا مخالف لما ورد في المصادر، من تعظيم غازان لشيخ الإسلام وطلب الدعاء منه ...
(٢) هذا ذكره ابن بطوطة في رحلته، وهو غير ثابت تاريخيًّا، وقد نقضه غير واحد من العلماء، ذكرناهم في تعليقنا على «رحلة ابن بطوطة» من هذا الكتاب (ص ٥٧٥).

<<  <   >  >>