للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الذَّهَبيّ مترجمًا له في بعض الإجازات: قرأ القُرْآن والفِقْه، وناظر واستدلَّ وهو دون البلوغ، وبَرَعَ في العلم والتفسير، وأفتى ودرَّس وهو دون العشرين، وصنَّف التَّصانيف، وصار من كبار العلماء في حياة شيوخه، وتصانيفُه نحو أربعة آلاف كُرَّاسة وأكثر.

وقال في موضع آخر: وأمَّا نقله للفقه ومذاهب الصَّحابة والتابعين فضلًا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير.

وفي موضع آخر: وله باع طويل في معرفة أقوال السلف، وقلَّ أنْ تذكر مسألة إلَّا ويذكر فيها مذاهب الأئمة، وقد خالف الأئمة الأربعة في عدة مسائل صنّف فيها واحتجّ لها بالكتاب والسنة، ولما كَانَ معتقلًا بالإسكندرية التمس منه صاحب سَبْتة أنْ يجيز له بعض مروياته؛ فكتب له جملة من ذلك في عشرة أوراق بأسانيده من حفظه بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر من يكون، وأقام عدة سنين لا يفتي بمذهب معيَّن.

وقال في موضع آخر: [كان] بصيرًا بطريقة السَّلف، واحتج له بأدلة وأُمور لم يُسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها غيره حتَّى قام عليه خلق من العلماء بالمصرين فبدّعوه وناظروه، وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي بل يقول الحق إذا أداه إليه اجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته، فجرى بينهم حملات حربية ووقعات شآمية ومصرية، ورموه عن قوس واحدة ثمَّ نجّاة الله تعالى. وكَانَ دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل رابط الجأش، له أوراد وأذكار يُدْمنها بكيفية وجمعية.

وكتب الذَّهَبيّ إلى السبكي يُعاتبه بسبب كلام وقع منه في حقِّ ابن تَيْمِيَّة فأجابه ومن جملة الجواب: وأما قول سيدي في الشَّيخ تقي الدِّين فالمملوك

<<  <   >  >>