للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتحقق كبير قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كلٍّ من ذلك المبلغ الَّذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائمًا، وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجلّ، مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق، والقيام فيه لا لغرض سواه، وجريه على سنن السَّلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان، بل من أزمان.

وقرأت بخط الحافظ صلاح الدِّين العلائي في ثبت شيخ شيوخنا الحافظ بهاء الدِّين عبد الله بن محمد بن خليل ما نصه: وسمع بهاء الدِّين المذكور على الشيخين: شيخنا وسيدنا وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى شيخ التَّحقيق السالك بمن اتبعه أحسن طريق ذي الفضائل المتكاثرة والحجج القاهرة الَّتي أقرت الأُمم كافة أنَّ هممها عن حصرها قاصرة ومتعنا الله بعلومه الفاخرة ونفعنا به في الدنيا والآخرة وهو الشَّيخ الإمام العالم الرباني والحبر البحر القطب النوراني إمام الأئمة بركة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدِّين شيخ الإسلام حجّة الأعلام قدوة الأنام برهان المتكلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بحر العلوم كنز المستفيدين ترجمان القرآن أعجوبة الزمان فريد العصر والأوان: تقي الدِّين إمام المسلمين حجّة الله على العالمين اللاحق بالصَّالحين والمشبه بالماضين مفتي الفرق ناصر الحق علامة الهدى عمدة الحفاظ فارس المعاني والألفاظ ركن الشريعة ذو الفنون البديعة أبو العَبَّاس ابن تَيْمِيَّة.

وقرأْت بخطِّ الشَّيخ برهان الدِّين محدِّث حلب قال: اجتمعت بالشيخ شهاب الدِّين الأذرعي سنة (٧٧٩) لما أردت الرحلة إلى دمشق فكتب لي

<<  <   >  >>