للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إليه الشَّيخ جلال الدِّين القلانسي أبياتًا كذلك، وكذلك الشَّيخ جمال الدِّين ابن نُباتة المصري، ثمًّ رثاه بقصيدة يطول ذكر ذلك هاههنا.

أفلا تكفي شهادة هذا الحبر لهذا الإمام، حيث أطلق علية: حجة الله في الإسلام، ودعواه أنَّ صفاته الحميدة لا يمكن حصرها، ويعجز الواصفون عن عدها وزبرها.

فإذا كَانَ كذلك كيف لا يجوز إطلاق: شيخ الإسلام عليه؟ أو التوجه بذكره إليه؟ وكيف يسوغ إنكار المعاند الماكر الحاسد؟ وليت شعري ما متمسك هذا المكابر، المجازف الجاهل المجاهر، وقد عُلم أنَّ لفظة الشَّيخ لها معنيان؛ لغوي، واصطلاحي.

فمعناه اللغوي: الشَّيخ من استبان فيه الكبر.

ومعناه الاصطلاحي: الشَّيخ من يصلح أن يتلمذ له.

وكلا المعنين موجود في الإمام المذكور، ولا ريب أنَّه كَانَ شيخًا لجماعة من علماء الإسلام، ولتلامذة من فقهاء الأنام، فإذا كَانَ كذلك كيفَ لا يطلق عليه: شيخ الإسلام؟ لأن من كَانَ شيخ المسلمين يكون شيخًا للإسلام، وقد صرح بإطلاق ذلك عليه قضاة القضاة الأعلام، والعلماء الأفاضل أركان الإسلام، وهم الَّذين ذكرهم مؤلف كتاب «الرد الوافر» في رسالته الَّتي أبدع فيها بالوجه الظاهر، وقد استغنينا بذكره عن إعادته، فالواقف عليه يتأمله، والناظر فيه يتقبله.

وأما مَاجَرَيَات هذا الإمام فكثيرة في مجالس عديدة، فلم يظهر في ذلك لمعانديه فيمَا ادُّعِيَ به عليه برهان، غير تنكيدات رسخت في القلوب من ثمرات الشنآن، وقصارى ذلك أنَّه حبس بالظلم والعدوان، وليس في ذلك ما

<<  <   >  >>