للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له الردود على الأهوا وذي بدع ... في كُتْبه العاليات (١) القَدْر والخطب

من قال عنه بتجسيم بمعتقد ... فكاذِبٌ باء في نارٍ بمنقلَبِ

بل اعتقاديَ فيه أنّه رجلٌ ... كالأولياءِ ومَن عاداه في حَرَب

إن لم يك العلما أهل الولاية مَنْ ... يكن وليًّا سوى بالوهب والجذَبِ

علمٌ بلا عملٍ يهوي بصاحبه ... إلى جهنم مَعْ حمّالة الحَطَب

كم عالمٍ زلّ بالأقدام في رجلٍ ... يخوض في عرضه بالذمّ والكذب

ويمدحنَّ لمذمومٍ ببدعته ... مع ذمّ شيخِ علوم الشرع والأدب

ما كلمة قالها إلا اقشعرّ لها ... جلدٌ وذابَ لها قلبٌ لمُنْتَحِب

* نبكي على زمنٍ صِرْنا لرؤية من ... يفتي بكفر وهُوْ في الجهل مُنْحَجبُ

يجازفُ القولَ في أهل العلوم وهُم ... سُمٌّ لحومهم قد جُرّبوا فَتُبِ

من أجمعوا أنه البحر الإمام لنا ... مجدّدُ الدِّين في عصرٍ لمضطرب

وأنه حافظ الإسلام عالمه ... سارت فتاويه في الآفاق والشُّعَب

له الكرامات كالأعلام شائعة ... تُروى وتُقرا ومحياةٌ لمقترب (٢)

له التصانيف دلّت في تفرّده ... بالحفظ والفهم والإتقان والكتب

له المحافل والسلطان يسمعه ... وقطعُ خصمٍ بأعلى قطع منتصب

وكم رأوه يصلي الفجر في الأموي ... مَعْ سجنه، وكذا في أزهر النُّجُب (٣)


(١) تحتمل «الغاليات».
(٢) (ط): «وتنتحي لمنتحب».
(٣) هذا من المبالغات، أنه مع سجنه كان يُرى في المسجد الأموي، والجامع الأزهر! وهذا مما أنكره شيخ الإسلام على مدَّعي المشيخة والولاية.

<<  <   >  >>