للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمثل هذا الذي يُضرب به مثلٌ ... وطار شهرتُه في الأُفق بالسُّحُبِ

* و «شيخَ الاسلام» قد سمّاه أعلمُنا ... في عصره وتلا جمعٌ من العَقِب

والزملكانيْ وصدر الدين (١) مُذْ بَرزا ... وناظرا خاطَبا للشيخ بالأدب

ويشهدان له بالحفظ في سننٍ ... ولم يكن كفّرا يومًا من الحُقُب

وكان في عصره في الشام يومئذٍ ... سبعون مجتهدًا من كل مُنتخب

لم يُرْوَ أن الذي ردوا عليه لهم ... قولٌ بتكفيره أو نسبة الكذب

بل عاذِرٌ باطلاعٍ في مداركه ... وقائلٍ لعثارٍ كالجواد رُبي

من نحن للخوض في عِرْضٍ لأعْلمنا ... وما لنا بزقاقٍ ضيّق الخبب

وإن يقل: حجتي إنكارُ منكره ... فقل: له سابقٌ في قول ذي النُّجُب؟

وإن تكن زلّة أو غلطة وقعت ... مع اجتهادٍ فعفو الله مُنسحبُ

حاشاه سبحانه من أن يُعذّب من ... حامى عن الدِّين في ردٍّ على الصُّلُب

دين النصارى ودينٍ لليهود وما ... قد اطْرَوه من التثليث باسم الاب

أهل الحُلول والأهوا ثم مُتَّحدٍ ... والرافضي ولتجسيمٍ وذي كَلَبِ (٢)

* وانظر عقيدتَه وافهم عبارته ... في كُتْبه فتجده غاية العجب

في كل فنّ يدٌ طولى وسيرتُه ... في الزهد مثل النواوي كامل الرّتب


(١) يعني كمال الدِّين الزملكاني (ت ٧٢٧). وصدر الدِّين ابن الوكيل ويعرف بابن المرحِّل (ت ٧١٦) وهما من كبار الشافعية، ومن أقران شيخ الإسلام، وكانا قد أثنيا عليه، وناظراه، وزعموا أنه لم ينهض لمناظرة ابن تيمية غير ابن الوكيل. وانظر نموذجًا من مناظراته لشيخ الإسلام في «العقود» (ص ١٤٥ - ١٦٧)، و «الفتاوى»: (١١/ ١٣٥ - ١٥٦).
(٢) (متحد) يعني: أهل وحدة الوجود. و (ذي كلب) يعني: اتباع «ابن كُلّاب».

<<  <   >  >>