للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدنيا انبساطُ

ولو حضروهُ حينَ قَضى لألْفَوْا ... ملائكةَ النَّعيمِ به أحاطوا

قضى نحبًا وليس له قرينٌ ... ولا لنظيره لُفَّ القِماط

فريدًا في ندَى كفٍّ وعلم ... وحلُّ المشكلات به يُناط

وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فِرْقةً فَسَقُوا ولاطُوا

وكان يخافُ إبليسٌ سطاه ... بوعظٍ للقلوب هو السِّياط

فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ ... ويالله ما غطَّى البلاط

هُمُ حَسَدَوه لما لم ينالوه ... مناقبَهُ فقد مكَرَوا وشاطوا

وكانوا عن طرائقه كُسَالى ... ولكنْ في أذاه لهم نشاط

وحَبْسُ الدُّرِّ في الأصداف فخرٌ ... وعند الشيخ بالسِّجن اغتباطُ

بآل الهاشمي له اقتداءٌ ... فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا

بنو تيميَّةٍ كانوا فبانوا ... نجوم العلم أدركها انهباط

ولكن يا ندامة حابسيه ... فشك الشرك كان به يماط

ويا فرح اليهود بما فعلتم ... فإن الضد يعجبه الخباط

ألم يك فيكم رجل رشيد ... يرى سجن الإمام فيستشاط

إمام لا وِلاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رِباط

ولا جاراكم في كسب مال ... ولم يُعهد له بكم اختلاط

ففيم سجنتموه وغظتموه ... أما لجزا أذيته اشتراط

وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي ... ففيه لقدر مثلكم انحطاط

أما والله لولا كتم سري ... وخوف الشر لانحل الرباط

وكنت أقول ما عندي ولكن ... بأهل العلم ما حَسُن اشتطاط

فما أحد إلى الإنصاف يدعو ... وكلّ في هواه له انخراط

<<  <   >  >>