للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد المقْدِسِيّ الحنبلى ــ رضي الله عنه وغفر له ــ للشيخ تقي الدِّين ترجمةً في مجلد.

وكذلك أبو حفص عمر بن علي البزار البغدادي في كراريس.

وقد حدّث الشَّيخ كثيرًا وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة من الحديث ومن تصانيفه.

وقد أنشد الشَّيخُ الحافظ شمس الدِّين محمد بن أحمد بن عثمان الذَّهّبيّ ــ رحمه الله تعالى ــ يرثي الشَّيخ تقي الدِّين - رضي الله عنه -:

يا موتُ خُذْ من أرَدْتَ أوْ فَدَعِ ... مَحوْتَ رَسْمَ العُلوم والوَرَعِ

غَيَّبتَ بحرًا مفسّرًا جبلًا ... حَبْرًا تقيًّا مجانب الشِّبَعِ

فإن يحدّث «فمسلمٌ» ثقةً ... وإن يُناظر فصاحبُ «اللُّمَعِ»

وإن يَخُض نحو «سيبويه» يَفُهْ ... بكلّ معنًى في الفنّ مخترعِ

وصارَ عالي الإسناد حافظه ... كشُعبة أو سعيد الضُّبَعيِ

والفقه فيه فكان مجتهدًا ... وذا جهادٍ عارٍ من الجَزَعِ

وجودُه «الحاتميّ» مشْتهر ... وزُهده «القادري» في الطَّمعِ

أسكنه الله في الجنان ولا ... زال عَلِيًّا في أجمل الخلع

معْ مالك والإمام أحمد والـ ... ـنُّعمان والشّافعي والنَخَعي

مضى ابن تيمية وموعده ... مع خصمه يوم نفخةِ الفزع

ورثاه أيضًا الشَّيخ زينُ الدِّين عمر بن الوَرْدي الشَّافعيّ - رحمه الله - فقال:

عَثَا في عرضه قومٌ سِلاطٌ ... لهم من نَثْر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أحمد خيرُ حبرٍ ... خُروق المعضلات به تُخاطُ

<<  <   >  >>