للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل نفسه.

وقال الذَّهبيّ في «تاريخه الكبير» بعد ترجمة طويلة: بحيث يصدق عليه أن يُقال: كل حديث لا يعرفه ابن تَيْمِيَّة فليس بحديث.

وترجمه ابن الزَّمْلَكَاني أيضًا ترجمة طويلة وأثنى عليه ثناءً عظيمًا، وكتب تحت ذلك:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاتُه جَلَّتْ عن الحَصْر

هو حُجَّةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبَةُ العَصْرِ

هو آيةٌ للخَلْق ظاهرةٌ ... أنوارُها أربتْ على الفَجْر

وللشيخ أثير الدِّين أبي حيَّان النّحوي لما دخل الشَّيخ مصرَ واجتمع به فأنشد أبو حَيَّان:

لمَّا رأيْنَا تَقِيَّ الدِّين لاحَ لنَا ... داعٍ إلى اللهِ فردٌ ما له وَزَرُ

على مُحَيَّاهُ مِنْ سِيْمَا الأُولَى صَحِبُوا ... خيرَ البَرِيَّةِ نُوْرٌ دُوْنَهُ القَمَرُ

حَبْرٌ تَسَرْبَلَ مِنْهُ دَهْرُهُ حِبرًا ... بَحرٌ تَقَاذَفُ مِنْ أمواجه الدُّرَرُ

قامَ ابنُ تَيميَّةٍ في نَصْرِ شِرعَتِنَا ... مَقَامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ

فأظْهَرَ الدِّين إذْ آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأخْمدَ الشِّرْكَ إذ طارَتْ لَهُ شَرَرُ

يا مَنْ يُحدثُ عن عِلْمِ الكتابِ أصِخْ ... هذا الإمامُ الذي قَدْ كان يُنتظر

يشير بهذا إلى أنَّه المجدد.

وممن صرَّح بذلك الشَّيخ عماد الدِّين الواسطي، وقد توفي قبل الشَّيخ. وقال في حقِّ الشَّيخ بعد ثناء طويل جميل ما لفظه: فوالله، ثمَّ والله، ثمَّ والله، لم يُرَ تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تَيْمِيَّة، علمًا، وعملًا، وحالًا،

<<  <   >  >>