للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحق له أن ينكر ذلك بل الأشاعرة كلهم على هذا الإنكار ولا أعلم أحدًا قال به، وقد ذكر عنه أنَّه أساء الأدب مع سيدنا عليّ رضي الله تعالى عنه، وحاشاه من ذلك، وقد طالعت كلامه فوجدت بعضه مسوقًا في مناقضة الشيعة في طعنهم على الخلفاء الثلاثة بأمور تخيلوها نقصًا كما هو مذكور في آخر «التجريد». فقام هذا الشَّيخ يعدّد عليهم أمورًا اعترفوا بها في سيدنا عليّ هي مثلها، كأنه يقول: ليست هذه الأمور نقصًا كما تخيلتم فإنَّ مثلها مأثور عن سيدنا عليّ وهو - رضي الله عنه - مرضي عندنا وعندكم، وما هو جوابكم في سيدنا عليّ هو جوابنا في الخلفاء الثلاثة - رضي الله عنهم - وهذا من كمال علمه وفوة مناظرته ومن الاعتراف بفضل سيدنا عليّ - رضي الله عنه -. وعلى هذا الأصل يخرج قول معلوم أنَّ الرأي إن لم يكن مذمومًا ... الخ وقوله فإنَّ الحسين ــ رضي الله تعالى عنه ــ لم يعظم إنكار الأمة لقتله كما عظم إنكارهم بقتل عثمان - رضي الله عنه - وقوله فإنَّ فصل أبي بكر ... إلخ، معناه الردّ على الشيعة في طعنهم على الصدّيق بمنع فدك وأّنَّه إيذاء لفاطمة ــ رضي الله تعالى عنها ــ وقد قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «يؤذيني من آذاها» وحاصله أّنَّ مثل هذه الأمور مستثنًى من مطلق الإيذاء لإنه مما يشرع للشرع.

وكذلك قوله: وأما فعل يؤذيني حاشاه أن يشنّع على عليّ وفاطمة ــ رضي الله تعالي عنها ــ بل هو علي سبيل المناقضة، كأنّه قال: تشنيعكم على أبي بكر هو مثل ما يفرض من تشنيع أحد على عليّ وفاطمة، وجوابكم هو جوابنا بعينه، وبعضه في مناقضة الشيعة في إثباتهم فضيلة سيدنا عليَ على الخلفاء الثلاثة كما هو مذكور في آخر «التجريد» أيضًا، فقام هذا الشَّيخ يثبت للخلفاء الثلاثة مثل ما أثبتوا لسيدنا عليّ أو أفضل منه وليس في التفضيل إساءة أدب فإنَّ التفضيل مذهب أهل السنة أجمع حاشاهم أنْ يسيئوا الأدب معه ــ رضي الله تعالى عنه ــ.

<<  <   >  >>