للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العشرين, وصنف التَّصانيف, وصار من أكابر العلماء في حياة مشايخه. وتصانيفه نحو أربعة آلاف كراسة وأكثر.

وقال: وأما نقله للفقه ومذاهب الصَّحابة والتابعين، فضلًا عن المذاهب الأربعة فليس له نظير. وقال: إنّه لا يذكر مسألة إلَّا ويذكر فيها مذاهب الأئمة، وقد خالف الأئمة الأربعة في عدة مسائل، صنف فيها واحتجَّ لها بالكتاب والسنة. وقد أثنى عليه جماعة من أكابر علماء عصره فمن بعدهم. ووصفوه بالتفرد، وأطلقوا في نعته عبارات ضخمة وهو حقيق بذاك. والظاهر أنَّه لو سَلِم مما عرض له من المحن المستغرقة لأكثر أيامه، المكدِّرة لذهنه، المشوِّشة لفهمه، لكان من المؤلَّفات والاجتهادات ما لم يكن لغيره. قال الصَّفدي: وكان كثيرًا ما يُنْشد:

تموتُ النفوسُ بأوصابها ... ولم يَدْرِ عُوّادُها ما بِها

وما أنْصَفَتْ مهجةٌ تشتكي ... أذاها إلى غَيْر أرْبابِها

ومما أُنشدَ له على لسان الفقراء:

والله ما فَقرُنا اختيارُ ... وإنّما فقرُنا اضطرارُ

جماعةٌ كُلُّنا كُسَالى ... وأكلُنا مَا لهُ عِيارُ

تَسْمعُ منّا إذا اجتمعنا ... حقيقةً كُلّها فُشَارُ

* * * *

<<  <   >  >>