لولا أنَّه بالغ في الدفع حتَّى وقعت له عبارات وألفاظ فيها بعض التحامل.
وقد نسبه بعضهم إلى طلب الملك. لأنَّه كَانَ يلهج بذكر ابن تومرت ونظرائه، فكان ذلك مولدًا لطول سجنه. وله وقائع مشهورة. وكان إذا حوقق وأُلزم، يقول: لم أُرِد هذا وإنما أردت كذا فيذكر احتمالًا بعيدًا، ولعل ذلك ـ والله أعلم ـ أنه يصرِّح بالحقّ فتأباه الأذهان، وتنبو عنه الطبائع لقصور الأفهام، فيحوله إلى احتمال آخر دفعًا للفتنة. وهكذا ينبغي للعالم الكامل أن يفعل، يقول الحق كما يجب عليه ثمَّ يدفع المفسدة بما يمكنه.
وحكي عنه أنَّه لما وصل إليه السؤال الَّذي وضعه السكاكيني على لسان يهودي وهو: