الحرَّاني، أعلى الله تعالى مكانه (١)، وشيّد من الدِّين أركانه.
ماذا يقول الواصفون له ... وصفاتُه جَلَّتْ عن الحصر
هو حُجَّة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر
وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة، وقد أثنى عليه خلقٌ من شيوخه، ومن كبار علماء عصره؛ كالشيخ شمس الدِّين بن أبي عُمر، والشيخ تاج الدِّين الفزاري، وابن منجَّا، وابن عبد القوي، والقاضي الخويي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، غيرهم.
وقال الشيخ عماد الدِّين الواسطي ــ وكان من العلماء العارفين ــ وقد ذكره: هو شيخنا السيد الإمام الهمام، قامع البدعة، ناصر الحديث، مفتي الفرق، الفاتق عن الحقائق ومؤصّلها بالأصول الشرعية للطالب الذائق، الجامع بين الظاهر والباطن، وهو يقضي بالحق ظاهرًا وقلبه في العلى قاطن، أنموذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، الشيخ الإمام تقي الدِّين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحرَّاني أعاد الله علينا بركته، ورفع إلى المدارج العليا درجته.
ثم قال في أثناء كلامه: والله ثم والله لم أرَ تحت أديم السماء مثله علمًا وعملًا وحالًا وخلقًا واتباعًا وكرمًا وحلمًا في حقِّ نفسه، وقيامًا في حق الله تعالى عند انتهاك حرمته.