أحدًا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ولا أتْبَع لهما منه.
وقال العلَّامة كمال الدِّين الزملكاني: كان إذا سُئل عن فنٍّ من الفنون ظنَّ الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرف مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يُعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم ــ سواء كان من علوم الشرعِ أو غيرها ــ إلَّا فاقَ فيه أهلَه والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولَى في حسن التصنيف وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين.
ووقعت مسألة فرعية في قسمة جري فيها اختلاف بين المفتين في العصر؛ فكتب فيها مجلدةً كبيرةً، وكذلك وقعت مسألةٌ في حدٍّ من الحدود؛ فكتب أيضًا مجلدة كبيرةً، ولم يخرج في كل واحدة عن المسألة ولا طَوَّلها بتخليط الكلام والدخول في شيءٍ والخروج من شيءٍ، وأتى في كل واحدة بما لم يكن يجري في الأوهام والخواطر، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها.
وقرأت بخط الشيخ كمال الدِّين أيضًا على كتاب «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» لشيخنا: تأليف الشيخ الإمام العالم العلَّامة الأوحد، الحافظ المجتهد، الزاهد العابد القدوة، إمام الأئمة، قدوة الأُمة، علّامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، بركة الإسلام، حجة الأعلام، برهان المتكلمين، قامع المبتدعين، مُحيي السنة، ومن عَظُمت به لله علينا المنة، وقامت على أعدائه الحجة، واستبانت ببركته وهديه المحجة، تقي الدِّين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية