للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اصطفاه، والله غالب على أمره، ثم لم يخل بعد ذلك من فتنة بعد فتنة، ولم ينتقل طول عمره من محنة إلا إلى محنة، إلى أن فُوِّض أمره لبعض القضاة فتقلد ما تقلد من اعتقاله، ولم يزل بمحبسه ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله وانتقاله، وإلى الله ترجع الأمور، وهو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكان يومًا مشهودًا، ضاقت بجنازته الطريق، وانتابها المسلمون من كل فج عميق، يتبركون بمشهده يوم يقوم الأشهاد، ويتمسكون بشَرْجَعِهِ (١) حتى كسروا تلك الأعواد.

هذا كلام الصلاح في: «فوات الوفيات» (٢) ذكرته ههنا بالألفاظ.

وفي «طبقات الحنابلة» لزين الدِّين عبد الرحمن بن رجب الدمشقي:

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحرَّاني ثم الدمشقي، الإمام الفقيه، المجتهد المحدث، الحافظ المفسر الأصولي، الزاهد تقي الدِّين أبو العباس شيخ الإسلام وعلم الأعلام، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره.

ولد يوم الاثنين عاش ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة بحرَّان، وقَدِم به والده وبإخوته دمشقَ عند استيلاء التتر على البلاد، فسمع الشيخ بها من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليُسر، وابن عبد، والمجد بن عساكر،


(١) أي: سريره. وتقدم التعليق على مثل هذا.
(٢) بل هذا منقول من كتاب ابن عبد الهادي «مختصر طبقات علماء الحديث» أما كتاب ابن شاكر؛ فليس فيه هذه النصوص، والجميع مثبت في هذا الجامع.

<<  <   >  >>