للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحيى بن الصَّيْرفي الفقيه، وأحمد بن أبي الخير الحداد، والقاسم الإربلي، والشيخ شمس الدِّين بن أبي عُمر، والمسلم ابن علّان، وإبراهيم بن الدَّرجي، وخلق كثير.

وعُني بالحديث، وسمع «المسند» مرَّات، والكتب الستة، و «معجم الطبراني الكبير» وما لا يُحصى من الكتب والأجزاء، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه جملةً من الأجزاء، وأقبل على العلوم في صغره؛ فأخذ الفقه والأصول عن والده، وعن الشيخ شمس الدِّين بن أبي عُمر، والشيخ زين الدِّين بن مُنجَّا، وبرع في ذلك، وناظر، وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرَّز فيه، وأحكمَ أصول الفقه، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، وغير ذلك من العلوم.

ونظر في علمي الكلام والفلسفة وبرَّز في ذلك على أهله، وردَّ على رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذه الفضائل، وتأهَّل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة، وأفتى من قبل العشرين أيضًا، وأُمِدَّ بكثرة الكتب وبسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم وبُطء النسيان، حتى قال غير واحد: إنه لم يكن يحفظ شيئًا فينساه.

ثم توفي والده الشيخ شهاب الدين، وكان له حينئذ إحدى وعشرون سنة، فقام بوظائفه بعده، فدرَّس بدار الحديث السكَّرية وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدِّين بن الزكي، والشيخ تاج الدِّين الفزاري، وزين الدِّين بن المرحل، والشيخ زين الدِّين بن مُنجَّا وجماعة.

وذكر درسًا عظيمًا في البسملة وهو مشهور بين الناس، وعظَّمه الجماعة

<<  <   >  >>