للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جماعة كلنا كُسالى ... وأكلنا ما له عيار

تسمع منا إذا اجتمعنا ... حقيقة كلها فشار

ولبعضهم في مرثيته:

تقي الدِّين لما مات أضحت ... لك الدنيا تصيح بانتحاب

وكنت البحر فوق الأرض تمشي ... فعاد البحر من تحت التراب

وقال الفقيه الأديب المؤرخ زين الدِّين عمر بن الوردي في «تاريخه»: قد رثاه جماعة ورثيته أنا بمرثية على حرف الطاء، فشاعت واشتهرت، فطلبها مني الفضلاء والعلماء من البلاد وهي:

عثا في عرضه قومٌ سلاطٌ ... لهم من نثر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أحمد خيرُ حبرٍ ... خروق المعضلات به تُخاط

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدنيا انبساطُ

ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكةَ النعيمِ به أحاطوا

قضي نحبًا وليس له قرينٌ ... ولا لنظيره لُفَّ القِماط

فتًى في علمه أضحى فريدًا ... وحلُّ المشكلات به يُناط

وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فِرْقةً فسقوا ولاطوا

وكان الجن تَفْرق من سَطَاهُ ... بوعظٍ للقلوب هو السِّياط

فيالله ما قد ضمَّ لحدٌ ... وياللهِ ما غطَّى البلاط

هم حسدوه لمّا لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا

وكانوا عن طرائقه كُسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط

وحَبْسُ الدُّرِّ في الأصداف فخر ... وعند الشيخ بالسِّجْن اغتباط

<<  <   >  >>