للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بآل الهامشي له اقتداء ... فقد ذاقوا المَنُون ولم يُواطوا

بنو تيميةٍ كانوا فبانوا ... نجوم العلم أدركها انهباط

ولكن يا ندامة حابسيه ... فشك الشرك كان به يماط

ويا فرح اليهود بما فعلتم ... فإن الضد يعجبه الخباط

ألم يك فيكم رجلٌ رشيد ... يرى سَجْن الإمام فيُسْتَشَاط

إمام لا وِلاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رِباط

ولا جاراكم في كسب مالٍ ... ولم يُعهد له بكم اختلاط

ففيم سجنتموه وغظتموه ... أما لجزا أذيته اشتراط

وسَجْن الشَّيخ لا يرضاه مثلي ... ففيه لِقَدْر مثلكم انحطاط

أما والله لولا كتم سري ... وخوف الشر لا نحل الرباط

وكنتُ أقولُ ما عندي ولكن ... بأهل العلم ما حَسُن اشتطاط

فما أحد إلى الإنصاف يدعو ... وكلّ في هواه له انخراط

سيظهر قصدكم يا حابسيه ... وننبئكم إذا نُصِبَ الصِّراط

فها هو مات عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تُعاطوا

وحلوا واعْقِدوا من غير ردٍّ ... عليكم وانطوى ذاك البساط

تمت القصيدة البديعة، الفائقة في تلك الصنيعة.

ولا أدري ما حاك مثلها شعراء الإسلام والشريعة! وقد ختمنا ترجمة شيخ الإسلام، على هذه القصيدة البديعة النظام، ومن أراد الاطلاع والكشف التمام على ما قال العلماء الأعلام، في مدائح هذا القدوة الإمام، فليسرِّح الطرف في «إتحاف النبلاء» للسيد البدر الهادي إلى دار السلام، فإنه قضى الوطر عن سرد الأقوال والكلام، ولا يفتي وفي المدينة مالكٌ إمام، فجزى الله

<<  <   >  >>