وسَجْن الشيخ لا يرضاه مثلي ... ففيه لِقَدْر مثلكم انحطاطُ
أمَا والله لولا كَتْم سرِّي ... وخوف الشّرِّ لانحلَّ الرِّباطُ
وكنتُ أقول ما عندي ولكنْ ... بأهل العلم ما حَسُنَ اشتطاطُ
فما أحد إلى الإنْصَافِ يَدْعو ... وكلٌ في هواه له انخراطُ
سيظهر قَصْدُكم يا حابسيه ... ونيَّتُكم إذا نُصِبَ الصِّراطُ
فها هو مات عنكم واسترحتم ... فعاطُوا ما أردتم أن تُعاطُوا
وحلّوا واعقدوا من غير ردٍّ ... عليكم وانْطَوى ذاك البِسَاطُ
وكنتُ اجتمعتُ به بدمشق سنة (٧١٥) بمسجده بالقصاعين، وبحثت بين يديه في فقه وتفسير ونحو، فأعجبه كلامي وقبَّل وجهي وإني لأرجو بركة ذلك، وحكى لي عن واقعته المشهورة في جبل كسروان، وسَهِرت عنده ليلة، فرأيت من فتوَّته ومروءَته ومحبَّته لأهل العلم ولا سيما الغرباء منهم أمرًا كثيرًا، وصلَّيت خلفه التراويح في رمضان فرأيت على قراءته خشوعًا، ورأيت على صلاته رِقَّةَ حاشيةٍ تأْخذ بمجامع القلوب. انتهى كلام الإمام زين الدِّين عمر بن الوردي المتوفى بحلب سنة (٧٤٩) رحمه الله تعالى بعبارته.
وقد ذكرت لابن تَيْمِيَّة - رحمه الله - ترجمة حافلة بالفارسية في كتابي «إتحاف النبلاء المتقين».