الصين للصلاة عليه يوم الجمعة «الصلاة على ترجمان القرآن».
قال ابن رجب: وقد أفرد الحافظ محمد بن عبد الهادي له ترجمة في مجلدة، وكذلك أبو حفص عمر بن علي البغدادي البزار في كراريس. وإنما ذكرناها هنا على وجه الاختصار، وقد حدث الشَّيخ كثيرًا، وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة من الحديث، وخرج له ابن الواني أربعين حديثًا حدث بها، انتهى.
قلت: وقد اختصرت هذه الترجمة من الترجمة المختصرة الَّتي ذكرها ابن رجب مع زيادة بعض ألفاظ عليها، فإن شئت أن تطلع على جملتها فعليك بالمجلدات الكبار، والتراجم الحوافل الَّتي كتبها الأئمة الكبار مستقلة مفردة، والله يختص برحمته من يشاء، ويدخل من يشاء في رحمته.
قال في «الروضة الغناء»: ولد سنة (٦٦١)، وأفتى ودرس، وصنف التَّصانيف البديعة الكثيرة، وجرت له محن كثيرة إلى أن توفي ودفن بمقبرة الصوفية، انتهى.
وقال المعلم بطرس البستاني، في «دائرة المعارف»: وكان - رحمه الله - سيفًا مسلولًا على المخالفين، وشجى في حلوق أهل الأهواء والمبتدعين، طنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، وله تصانيف ومؤلفات وقواعد وفتاوى وأجوبة ورسائل وتعاليق كثيرة، انتهى. وذكر منها نبذة، ثمَّ قال: فلما رأى أهل بلاده ما كَانَ له من الشهرة ورفعة الشأن دبَّ في قلوبهم الحسد، وأكب أهل النظر منهم بما ينتقد عليه من أمور المعتقد، فحفِظوا عليه في ذلك كلامًا، قد أوسعوا لثلبه ملامًا، وفوَّقُوا لتبديعه سِهامًا، وزعموا أنَّه خالف طريقهم، وفرَّق فريقَهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضَهم