ويقال: إن ابن تيمية قال له: ما كان سيبويه نبي النحو ولا معصومًا، بل أخطأ في «الكتاب» في ثمانين موضعًا ما تفهمها أنت. فكان ذلك سبب مقاطعته إياه. وذكره في تفسيره «البحر» بكل سوء، وكذا في مختصره «النهر» اهـ.
وقد ترجمته علماء المذاهب المعاصرون له وغيرهم بتراجم مفصلة، وأثنوا عليه بالثناء الحسن، وذكروا له كرامات عديدة، ومواظبة على الطاعات والعبادات، وتجنُّبًا عن البدع، وشدة اتباع للسنن وطريقة السلف الصالح. وأنه لم يتزوج حتى مات.
وكان أبيض اللون، أسود الرأس واللحية، قليل الشيب، شعره إلى شحمتي أذنيه، عيناه لسانان ناطقان، رَبْعة من الرجال، بعيد ما بين المنكبين، جَهْوَرِيّ الصوت.
وقد ذكر نبذة من اختياراته العلامة ابن رجب المتوفى سنة سبع مئة وخمس وتسعين في «طبقاته». وفصَّل أيضًا سيرته وأحواله والثناء عليه. وقد توفي سنة سبع مئة وثمان وعشرين، سَحَر ليلة الاثنين عشري ذي القعدة الحرام في السجن، فأخرج إلى جامع دمشق فصلوا عليه، فكان يومًا مشهودًا، لم يعهد بدمشق مثله. وبكى الناس بكاءً شديدًا، وتبركوا بماء غسله، واشتد الزحام على نعشه، ودفن بمقابر الصوفية بعد أن صلوا عليه مرارًا. وحُزِرَ من حضر جنازته بمائتي ألف، ومن النساء بخمسة عشر ألفًا. وختمت له ختمات كثيرة. ورثي بقصائد بليغة. منها بخمسة عشر ألفًا. وختمت له ختمات كثيرة. ورثي بقصائد بليغة. منها قصيدة الشيخ عمر بن الوردي وهي:
عَثَا في عرضه قوم سِلاطُ ... لهم من نثر جوهره التقاطُ