من يلق يوما على علاته هرما ... يلق السماحة منه والندى طرقا
فقوله:«على علاته» تتميم للمبالغة.
ومن أبلغ ما ورد من التتميم للمبالغة قوله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً فقوله: عَلى حُبِّهِ
تتميم للمبالغة التي تعجز عنها قدرة المخلوقين.
٢ - والتتميم اللفظي: يقصد به التتميم الذي يؤتى به لإقامة الوزن، بحيث أنه لو طرحت الكلمة استقل معنى البيت بدونها. وهذا النوع على ضربين أيضا: كلمة لا يفيد مجيئها إلا إقامة الوزن، وأخرى تفيد مع إقامة الوزن ضربا من المحاسن، فالأولى من العيوب، والثانية من النعوت والمحاسن.
والتتميم في الألفاظ الذي يفيد مع إقامة الوزن ضربا من البديع هو المراد هنا، ومثاله قول المتنبي:
وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لظننت فيه جهنما
فإنه جاء بقوله:«يا جنتي» لإقامة الوزن، ولكنها في الوقت ذاته أفادت تتميم المطابقة بين «الجنة» و «جهنم».
...
لقد ذكرنا فيما سبق أن قدامة هو أول من أطلق اسم «التتميم» على هذا النوع من البديع المعنوي، وأن أبا هلال العسكري استحسن هذه التسمية فاعتمدها وأضاف إليها «التكميل».
وقد جارى بعض البلاغيين أبا هلال في تسميته لهذا الفن البديعي،