للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أموال؛ فإن كانت لنا لا تمنعونا، وإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لكم فتصدقوا. إن الله يجزي المتصدقين». فقال عمر بن عبد العزيز: «ما ترك لنا الأعرابي في واحدة عذرا».

...

ومن التعريفات والأمثلة السابقة يمكن القول بأن التقسيم يطلق على أمور:

أحدها: استيفاء جميع أقسام المعنى، وقد ينقسم المعنى إلى اثنين لا ثالث لهما، أو إلى ثلاثة لا رابع لها، أو إلى أربعة لا خامس لها، وهكذا ..

ومن تقسيم المعنى إلى اثنين لا ثالث لهما بالإضافة إلى بعض الأمثلة السابقة قول ثابت البناني: «الحمد لله وأستغفر الله»، ولما سئل: لم خصهما؟ قال: لأني بين نعمة وذنب، فأحمد الله على النعمة، وأستغفره من الذنوب.

ومنه قول الشماخ يصف صلابة سنابك الحمار:

متى ما تقع أرساغه مطمئنة ... على حجر يرفض أو يتدحرج (١)

فالوطء الشديد إذا صادف الموطوء رخوا ارفض وتفرق منه، أو صلبا تدحرج عنه، ولهذا لم يبق الشماخ قسما ثالثا.

ومن تقسيم المعنى إلى ثلاثة لا رابع لها قول زهير:

فإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء (٢)


(١) مطمئنة: ساكنة، ويرفض: يتفرق، والأرساغ: جمع رسغ وهو من الدواب الموضع المستدق بين الحافر.
(٢) النفار: المنافرة والتحاكم، والجلاء: البيّنة التي تجلو وتكشف حقيقة الأمر.

<<  <   >  >>