العروضية، أو إلى مقاطع متساوية في الوزن. ويسمى التقسيم حينئذ «التقسيم بالتقطيع».
ومن أمثلة ذلك وهو من بحر الطويل قول المتنبي:
فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا
فقد جاء المتنبي بهذا البيت مقسما على تقطيع الوزن، كل لفظتين ربع بيت.
ومنه وهو من بحر البسيط قول المتنبي أيضا:
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
فقد جاء البيت مقسما مقطعا إلى أربعة مقاطع متساوية في الوزن.
ومنه وهو من بحر الخفيف قول البحتري:
قف مشوقا أو مسعدا أو حزينا ... أو معينا أو عاذرا أو عدولا
فالبيت هنا مقسم مقطّع إلى ستة مقاطع كل واحد منها يمثل تفعيلة من تفعيلات بحر الخفيف.
وقد يجيء التقسيم بالتقطيع مسجوعا، كقول مسلم بن الوليد:
كأنه قمر أو ضيغم هصر ... أو حية ذكر أو عارض هطل
وكقول أبي تمام من قصيدة يمدح فيها المعتصم ويذكر فتح عمورية:
لم يعلم الكفر كم من أعصر كمنت ... له المنية بين السّمر والقضب (١)
تدبير معتصم بالله منتقم .. ... لله مرتقب في الله مرتغب
(١) السمر: الرماح، والقضب: السيوف، وعمورية إحدى مدن الروم الشهيرة وكانت عندهم أشرف من القسطنطينية، وقد فتحها المعتصم في معركة شهيرة.