فيها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم (١)
ومثله قول حميدة الأندلسية:
ولما أبي الواشون إلا فراقنا ... وما لهمو عندي وعندك من ثار
غزوناهمو من ناظريك وأدمعي ... وأنفاسنا بالسيف والسيل والنار
ومن شواهد ذكر المتعدد على التفصيل والترتيب بين أربعة وأربعة قول الشاب الظريف شمس الدين بن العفيف:
رأى جسدي والدمع والقلب والحشا ... فأضنى وأفنى واستمال وتيما
ومن شواهده أيضا قول الشاعر:
ثغر وخد ونهد واحمرار يد ... كالطلع والورد والرمان والبلح
وقد افتن الشعراء في هذا النوع من اللف والنشر المفصل المرتب حتى بلغوا فيه إلى الجمع بين عشرة وعشرة كقول بعضهم:
شعر جبين محيا معطف كفل ... صدغ فم وجنات ناظر ثغر
ليل صباح هلال بانة ونقا ... آس أقاح شقيق نرجس درّ
وحسن هذا النوع من البديع يتمثل في أن يكون اللف والنشر في بيت واحد خاليا من الحشو والتعقيد جامعا بين سهولة اللفظ والمعاني المخترعة. ولكن المبالغة والإسراف في كثرة المتعدد منه كما في بعض الأمثلة السابقة تخرج به عن دائرة البديع وتجرده من نعوت الحسن وترده إلى نوع من العبث يدعو إلى العجب منه بدل الإعجاب به.
٢ - والضرب الثاني من اللف والنشر المفصل: هو ما يجيء على غير
(١) الرجوم: مفرده الرجم بسكون الجيم وهو القتل، والاخريات رجوم: أي والاخريات منايا.