للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحد، والثاني اسم فاعل من التفريط وهو التقصير، وقولهم: «البدعة شرك الشرك».

ومن أمثلته شعرا قول المعري:

والحسن يظهر في بيتين رونقه ... بيت من الشعر أو بيت من الشعر

الأول بالشين المكسورة والعين الساكنة، والثاني بالشين والعين المفتوحتين، والمراد منهما واضح.

وقول ابن الفارض:

هلا نهاك نهاك عن لوم امرئ ... لم يلف غير منعم بشقاء

وقول عبد العزيز الحموي:

لعيني كل يوم فيك عبرة ... تصيرني لأهل العشق عبرة (١)

ومن أبدع ما جاء فيه هذا النوع من الجناس قول جميل بثينة، وبعضه من أنواع أخرى:

خليلي إن قالت بثينة: ما له ... أتانا بلا وعد؟ فقولا لها لها

أتى وهو مشغول لعظم الذي به ... ومن بات طول الليل يرعى السها سها

بثينة تزري بالغزالة في الضحى ... إذا برزت لم تبق يوما بها بها

لها مقلة كحلاء نجلاء خلقة ... كأن أباها الظبي أو أمها مها

دهتني بود قاتل وهو متلفي ... وكم قتلت بالود من ودها دها (٢)


(١) العبرة بفتح العين: الدمعة، والعبرة بكسر العين: العظة.
(٢) «لها لها» الكلمة الأولى جار ومجرور والثانية فعل ماض من اللهو، و «السها سها» الأولى اسم نجم والثانية فعل ماض من السهو، و «بها بها» الأولى جار ومجرور والثانية اسم مقصور من البهاء بمعنى الحسن، و «أمها مها» الأولى الأم المعروفة والثانية جمع مهاة وهي =

<<  <   >  >>