للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا اشتهى يوما لحوم القطا ... صرّعها في الجو من نكهته (١)

...

ثم جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر فتحدث عن إفراط الصفة وعدّه من نعوت المعاني، وكان أول من أطلق عليه اسم «المبالغة».

وقد عرّفها بقوله: «المبالغة أن يذكر الشاعر حالا من الأحوال في شعر، لو وقف عليها لأجزأه ذلك في الغرض الذي قصده، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره من تلك الحال ما يكون أبلغ فيما قصد، وذلك مثل قول عمير التغلبي:

ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث كانا

فإكرامهم للجار ما كان فيهم- أي مدة إقامته بينهم- من الأخلاق الجميلة الموصوفة، واتباعهم الكرامة حيث كان

من المبالغة ...» (٢) ثم أورد بعض أمثلة أخرى للمحبوب منها والمكروه.

وفي كتابه «نقد النثر» تحدث عن الإسراف في المبالغة فقال: «ومما أسرف فيه الشاعر حتى أخرجه إلى الكذب والمحال، وهو مع ذلك مستحسن قول أبي نواس:

تغطيت من دهري بظل جناحه ... فعيني ترى دهري وليس يراني

فلو تسأل الأيام عني ما درت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني» (٣)

...


(١) كتاب البديع لا بن المعتز ص ٥٨ - ٦٦. والنكهة: ريح الفم.
(٢) كتاب نقد الشعر لقدامة ص ١٠١ - ١٠٣.
(٣) كتاب «نقد النثر» ص ٩٠.

<<  <   >  >>