من الناس عسى أن يكون هو خيرًا منكم عند الله، ولا تتبعوا أهواء الذين قد ضلوا عن السبيل، فإن اتبعتم أهواءهم فقد ظلمتم أنفسكم، فالواجب عليكم التوبة والرجوع إلى الله، إن الله غفور لمن تاب وأناب، ولقد رأينا كثيرًا من الناس تركوا كثيرًا من شعائر دين الإسلام بالتبديل والتغيير، فهؤلاء قد ضلوا وأضلوا يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. وإياك عن قول الزور والمنكر والفحشاء وعن الزنا وأكل الربا وأكل أموال اليتامى وأكل أموال الناس بالباطل كالكذب في أي باب من أبواب المكاسب وكالرشوة في الحُكْم؛ فإنها حرام وكذلك الغصب والسرقة والغش في جميع المعاملات. وإياكم عن الحسد والغيبة والنميمة والسمعة والعجب والرياء. وإياكم عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وعن سوء الظن وغير ذلك مما حرم الكتاب والسنة، وكل ذلك من الكبائر حرام إجماعًا. وعليكم بغض الأبصار عن المحارم كالعورات. وإياكم عن النظر في الأجنبية؛ قال الله تعالى:{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم}[النور: ٣٠] الآية. وعليكم بالوفاء في المكيال والميزان، فاذكروا قوله تعالى:
{ويل للمطففين}[المطففين: ١] الآية. وأوصيكم بالصدق والوفاء بالعهود؛ لأن العهد كان عنه مسئولاً. وعليكم بالإيمان في القدر خيره وشره حُلوه ومره، كل ذلك بقدرة الله تعالى وإرادته وعلمه. وعليكم بالصدق في الطاعة في الغضب والرضا، وحيثما كنتم سرًا وعلانية في أي مكان وزمان فاعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، فاحفظوا وصيتي يا إخواني؛ فإنها نافعة، وما يذكر إلا أولو الألباب. نسأل الله التوفيق لي ولكم وسائر المسلمين إنه ولي الرشد والهداية وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا والحمد لله رب العالمين.