بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الناطق بالحكمة والصواب سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدنا أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين.
أما بعد: يقول الراجي لرحمة ربه المتوكل على الله المنيب إليه خادم طلبة العلم والإخوان في بلد الله الحرام أخوكم في الله أبو بكر بن حسن الكشناوي ثم المكي غفر الله مساويه آمين: هذه وصية نافعة أوصيت بها نفسي ومن اعتنى بها من إخواننا المسلمين، واعلموا أيها الإخوان أن الأمور قد التبست وأن بحر الذنوب قد طم وغرق فيه الكثير من الناس فإنا لله وإنا إليه راجعون. فعليكم أيها المسلمون بتقوى الله العظيم وبترك المعاصي؛ فإن بالتقوى يستوجب العبد كرامة عند مولاه وينال منه سعادة الدارين، وبالمعاصي يستحق منه المقت والغضب، وعليكم بمجاهدة النفس عن هواها؛ فإن النفس لأمارة بالسوء والفحشاء، وإن الشيطان مع النفس والهوى وهما قرينا سوء ومن ترك هوى نفسه دخل الجنة، ومن اتبع هواه هلك وضل ضلالاً بعيدًا؛ قال الله سبحانه:{فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}. فعليكم بالعمل بكتاب الله وسنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واستمسكوا بهما فمن استمسك بهما فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها. وعليكم بالعمل بما صح في كتب السنة وكتب الفقه مما بينه لنا علماء