للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذه هي أقوالهم بل إنها أهدافهم التي ينشدونها ويعملون لها. أما أخطر ما تمخضت عنه حركة هرتزل الصهيونية فهي المؤتمرات السنوية التي أخذت تنعقد كل عام في بلد من بلاد العام، وتضم كبار حكمائهم. وقد بدأ هرتزل هذه المؤتمرات سنة ١٨٩٧ م يوم عقد في بال في سويسرة أول مؤتمر لحكماء صهيون.

وقد اتخذ ذلك المؤتمر قرارات علنية وسرية، أما العلنية فخلاصتها تأسيس دولة لليهود في فلسطين ويمهد لذلك بتقوية الحركة الزاعية وشراء الأراضى لليهود في فلسطين، وتنمية موارد اليهود المالية، وإنعاش الثقافة العبرية والمشاعر الوطنية بين جميع اليهود.

وقد استعان هرتزل وحكماء صهيون الذين تجمعوا في بال على تحقيق أهدافهم بحث أغنياء اليهود في العالم على البذل والتضحية من أجل تحقيق أهداف الصهيونية. وتقدمت الأسر اليهودية الغنية وعلى رأسها آل روتشيلد ويهود أمريكا بالمال اللازم لدعم خطط أكبر حركة يهودية تهدف إلى جمع وتأسيس دولة لهم وهي الحركة الصهيونية.

الصهيونية دين اليهود الجديد:

إن الحركة الصهيونة تقوم على أساسين راسخين هما التوراة والتلمود من الناحية النظرية و تقوم على أساس ثالث هو مقررات حكماء صهيون من الناحية العملية التنفيذية. والتوراة هي غير الرسالة السماوية التي نزلت على موسى عليه السلام، بل هي التي تتوافق مع التلمود الذي وضعه أحبار اليهود حسب أهوائهم وكتبوها بعد مضي أكثر من عشرة قرون على رسالة موسى.

ومن إلقاء نظرة فاحصة مخلصة على تعاليم هذه الديانة ندرك أن الخلق اليهودي الإجرامي ليس طارئا أو ناجما عن الإضطهاد الذي تعرضوا له عبر القرون الطويلة ولكنه وليد الديانة اليهودية المحرفة نفسها التي ندد بها المسيح بقوله: "أبطلتم وصية الله بسب تقليدكم، يامراءون حسنا

<<  <   >  >>