للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نفوذهم هناك في المؤسسات المالية والتجارية وسيطروا على الصحف، وكانت قوتهم تظهر بوضوح في انتخابات رئاسة جمهورية أمريكا، وكذلك في انتخاب حاكم ولاية نيويورك، وكان نفوذهم ملحوظا في المحكمة العليا الأمريكية.

فلما سيطر وايزمان وروتشيلد على عقول بعض الوزراء والعظماء في إنجلترا كان لا بد من وضع صيغة يعلنها "بلفور" ولايثير ظاهرها مخاوف العرب. . وهنا يعترف وايزمان في مذكراته بأن المفاوضات بينه وبين الإنجليز قد استمرت زمنا طويلا، إلى أن تم الإتفاق بوحي من اليهود أنفسهم على وضع الصيغة النهائية التي أعطاها بلفور إلى اللورد روتشيلد في ٢ نوفمبر سنة ١٩١٧.

وينص وعد بلفور كما نشر في تقرير اللجنة الملكية لفلسطين على الأتي:

"يسرني جدا أن أبلغكم عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته. "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل جهدها للتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذس يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.

ويوضح المستر لويد لويد جورج Lloyd George الظروف والملابسات التي خرج فيها التصريح إلى الوجود، فيقول في سياق شهادته التي أدلى بها أمام اللجنة الملكية لفلسطين - وكان لويد جورج رئيسا للوزارة البريطانية: "كان إعلان تصريح بلفور أمراً اقتضته موجبات الدعاية". ويمكننا أن نجزم أن الإنجليز كانوا يتفاوضون مع الشريف حسين في

<<  <   >  >>