للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن أسفار التوراة تدلل على أن بني إسرائيل كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة، فكانوا يرون أن ثمة إلها خاصا بهم يختلف عن آلهة الشعوب الأخرى: "وقال لابان ليعقوب: هوذا هذه الرجمة وهوذا العمود الذي وضعت بيني وبينك. شاهدة هذه الرجمة وشاهد العمود أني لا أتجاوز هذه الرجمة إليك وأنت لا تتجاوز هذه الرجمة وهذا العمود إليَّ للشر. إله إبراهيم وآلهة ناحور آلهة أبيهما يقضون بيننا" (١). أما إله إسرائيل فهو ذاك الذي أطلق على نفسه لقب "يهوه": وقال الله أيضاً لموسى: "هكذا تقول لبني إسرائيل: يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" (٢).

حتى سليمان عليه السلام شارك بني إسرائيل في تعدد الآلهة حسب ما زعمته التوراة: "وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه.

فذهب سليمان وراء عشتورث إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه. حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش وحى الموآبين على الجبل الذي تجاه أورشليم ولمولك وحى بني عمون وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن، فغضب الرب على سليمان. . . وأقام الرب خصما لسليمان هدد الأدومي. كان من نسل الملك أدوم (٣).


(١) سفر التكوين ٣١: ٥١ - ٥٣.
(٢) سفر الخروج ٣: ١٥.
(٣) سفر الملوك الأول ١١: ٤ - ٩،١٤. وأدوم هو من نسل عيسو شقيق يعقوب:
"فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت، لذلك دعي اسمه أدوم".
سفر التكوين ٢٥: ٣٠.

<<  <   >  >>