للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد تعاقب الأنبياء وأرعدت أصواتهم تنذر بالهلاك. وانقسمت المملكة إلى مملكتين توأمين هما مملكة يهوذا وقاعدتها أورشلم ومملكة إسرائيل وقاعدتها السامرة. وتناقص حجم المملكتين التوأمتين كلما أمعنتا في الخطيئة. وفي سنة ٧٢٢ ق. م غزا ملك أشور "سوريا" السامرة: "وكان أن بني إسرائيل أخطأوا إلى الرب إلههم .. وتركوا جميع وصايا الرب إلههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات عِجلَين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جئد السماء وعبدوا البعل. وعبروا بنيهم وبناتهم فى النار. . فغضب الرب جداً على إسرائيل ونحاهم من أمامه ولم يبق إلا سبط يهوذا وحده .. فَسُىبِيَّ إسرائيل من أرضه إلى أشور إلى هذا اليوم. وأتى ملك أشور بقوم من بابل. . وأسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني إسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها". (١).

وفي سنة ٥٨٦ ق. م. غزا نبوخذ نصر ملك بابل مملكة يهوذا ودمر هيكلها: "إن جميع رؤساء الكهنة والشعب أكثروا الخيانة حسب كل رجاسات الأمم ونجسوا بيت الرب الذي قدسه في أورشلم. . فأرسل الرب إله آبائهم رسلا، فكانوا يهزأون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه فأصعد عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم. وأحرقوا بيت الله وهدموا سور أورشليم وأحرقوا جميع قصورها بالنار وأهلكوا جميع آنيتها الثمينة وسُبِيَّ الذين بقوا من السيف إلى بابل فكانوا له ولبنيه عبيداً " (٢).

إلا أن حكمة الله التي تقتضي مولد المسيح ليكون خاتمة أنبياء إسرائيل اقتضت إعطاء فرصة لإسرائيل للعودة: "وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلهم، ولا أخلصهم بقوس وبسيف وبحرب


(١) ٢ مل ١٧: ٧ - ٢٤.
(٢) سفر أخبار الأيام الثاني ٣٦: ١٤ - ٢٠.

<<  <   >  >>