للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبخيل وبفرسان" (١) فيجعل قلب كورش ملك فارس رحيما بإسرائيل ويأذن لهم بالعودة لبناء بيت الرب: " في السنة الأولى لكورش ملك فارس أطلق نداء في كل مملكته بأن الله أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم التي في يهوذا من منكم من جميع شعبه الرب إلهه معه وليصعد " (٢).

وتعرض الشرق الأوسط للغزو المقدوني فاستولى على فلسطين سنة ٣٣٠ ق. م. ودارت الأرض دورتها وفي سنة ٦٣ ق. م أستولى الجنرال الروماني بومبي على القدس. وقدر لهؤلاء الرومانيين أن يكونوا سادة البلاد في إبان الخطوة العظيمة التالية لتطور فلسطين التطور الروحي بعد عودة اليهود من السبي.

ففي بادئ الأمر حكموا اليهود عن طريق تابعهم الملك هيرودس الذي أعاد بناء الهيكل على جبل المريا حيث الصخرة العظمى وكان هيكلا أكبر حجما وأغنى أثاثا ورياشا من الهياكل التي سبقته حتى من هيكل سليمان.

وأخذ اليهود المنتشرون في جميع أصقاع الأرض يحجون إلى الهيكل حاملين معهم الهبات السخية، وسنحت لليهود الفرصة مرة أخرى لإقامة عبادة دائمة نقية صافية للإله الأعلى.

ولكن المصالح المادية طغت وأخذ اليهود يستغلون عبادة الله تجاريا فجباة عشور الهيكل دفعوا أنصارهم المتنافسين إلى أن يقاتلوا بعضهم بعضا في الشوارع كما يفعل اللصوص وقطاع الطرق، والصرافون الذين كانوا يجلسون إلى موائدهم في الهيكل نفسه كانوا يتخذون صفة السماسرة للكهنة الكبار ويبتزون الأموال دونما رحمة أوشفقة على الحجاج البائسين.


(١) سفر هوشع ١: ٧.
(٢) ٢ خب ٣٦: ٢٢ - ٢٣ ..

<<  <   >  >>