للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود:

ولم يكتف اليهود بالمقاومة السلبية للدين الإسلامي ولم يكفهم الدس والنفاق والفتن يثيرونها بين المسلمين، بل أخذوا يقفون إلى جانب كفار قريش معلنين عداءهم الصريح للإسلام ولنبي الإسلام.

وكان أول إحتكاك إيجابي بين المسلمين واليهود وقع مع بني قينقاع في المدينة نفسها، فقد حدث أن جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق بني قينقاع وخاطبهم قائلا: "يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا. فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم، قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا واللّه لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس" (١).

فأمهلهم الرسول الكريم إلى أن نقضوا العهد وتعرضوا لسيدة مسلمة كانت تمر بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ منهم فعمد إلى ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت. فوثب رجل من المسلمين على، الصائغ فقتله، وتجمع اليهود على المسلم فقتلوه.

وكانت الشرارة التي حملت الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم على على محاصرتهم خمس عشرة ليلة. وحينما استسلموا شفع فيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وا كتفى الرسول بإجلائهم عن المدينة.

وطلب المسلمون من اليهود الجلاء إلا من كان عنده عهد من رسول لله صلى الله عليه وسلم، وهكذا تم تطهير الجزيرة العربية من اليهود الذين كانوا شوكة في حلق الإسلام أول عهده.


(١) السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٥٠.

<<  <   >  >>