للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقول برنار لازار وهو من أوثق الباحثين في علم الإجتماع: "يتراءى لي أن شعوراً عاما كالمناوأة لليهود ظهر في كل مكان وكل زمان قبل المسيح وبعده، في الإسكندرية ورومية وأنطاكية وبلاد العرب وفارس وفي أوربا القرون الوسطى وأوربا الحديثة، أي بالإختصار في كل قطر قطنه اليهود، يتراءى لي أن شعوراً هذا انتشاره لا يمكن أن يكون طارئا عرضيا أو نزوعا وقتيا بل يجب أن يرجع إلى أسباب جدية وأصول بعيدة ".

ولقد صدق هذا الكاتب فيما ذكر. فإن لروح المناوأة التي وصفناها فيما تقدم سببا يعود إلى مزاج اليهود الروحي وعقيدتهم الدينية ومذهبهم الإجتماعي، وهو أنهم لم يكونوا قابلين للإندماج في الشعوب التي حلوا بينها، فإن شخصيتهم الجنسية ما برحت تزداد بروزا مع الأيام حتى أصبح من أهم مميزات الشعب اليهودي تماسكه وتجانسه واعتداده بذاته وازدراؤه بسواه.

ولابد لنا قبل خوض هذا البحث الدقيق أن نؤكد أن نظرتنا إلى مشكلة إسرائيل مجردة عن كل هوى، فإن كراهية اليهود في كثير من الأقطار حقيقة واقعية لا سبيل إلى إنكارها. وكل ما كان من قبيل الحقائق الراهنة جدير بعناية الباحث، لاسيما إذا كان ذا أثر في الحياة الإجتماعية، شأن العاطفة التي كان من نتائجها نشر الدعوة الصهيونية وإنشاء الوطن اليهودي في فلسطين.

أما الأسباب الظاهرة فهي:

يتهم اليهود في كل زمان ومكان بتهمتين متناقضتين لكنهما متلازمتان تلازم الليل والنهار، والظل والحقيقة وهما:

<<  <   >  >>