ومن أحبار اليهود من يجعلون المشنا مرجعا أقوى حجة من الكتاب المقدس، لأنها صورة من الشريعة معدلة جاءت متأخرة عنها، وكانت بعض قرارات الأحبار تتعارض تعارضا صريحا مع قوانين أسفار موسى الخمسة، أو تفسيرها تفسيراً يبيح مخالفتها. وكان يهود ألمانيا وفرنسا في العصور الوسطى يدرسون التلمود أكثر ما يدرسون التوراة نفسها.
… ومن المبادئ البديهية في التلمود، كما أن من المبادئ البديهية في التوراة، وجود إله عاقل قادر على كل شيء. وقد وجد بين اليهود من حين إلى حين عدد من المتشككين أمثال "اليشع بن أيوبا" العالم الذي اتخذه الكوهن مائير صديقا له، ولكن يبدوا أن أولئك المتشككين كانوا أفيلة صغيرة لا تكاد تجهر بآرائها.
والله كما يصفه التلمود إله متصف صراحة بصفات البشر، فهو يحب ويبغض ويغضب ويضحك ويبكي ويشعر بوخز الضمير، ويلبس التمائم، ويجلس على عرش يحيط به طائفة من الملائكة المختلفي الدرجات يقومون على خدمته. ويدرس التوراة ثلاث مرات في كل يوم.
واليهود لا يفتئون يجهرون بوحدانية الله في حماسة قوية. وينددون بشرك الوثنية، وبما يبدو في المسيحية من تثليث.
وهم يجهرون بهذه الوحدانية في أشهر صلواتهم، وأ كثرها انتشاراً بينهم الا وهي صلاة "شمع يسرائيل" وفحواها: "اسمع يا إسرائيل الله إلهنا الله واحد": وليس ثمة مكان بجواره في هيكله أو في عبادته لمسيح أو نبي أو قديس.
النهي عن ذكر لفظ الجلالة (الله):
وقد نهى أحبار اليهود الئاس عن ذكر اسم "الله" إلا في أحوال نادرة. ويقصدون بذلك أن يحولوا بينهم وبين تدنيسه أو اتخاذه وسيلة