للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشعوب نظرتهم إلى شعوب وضيعة في سلم الإنسانية، حتى دارون صاحب النظرية القائلة بأن الإنسان من سلالة القرد وتدرج في تطور، حتى وصل إلى حالته الراهنة. كانت العقيدة اليهودية والعنصرية الإسرائيلية تسيطر على ذهنه. وعلى العموم فإن هذه الشريعة تضع قوانينها ونظمها على أساس التفرقة العنصرية: "فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. لأن هذه الجارية لايرث مع أبني إسحق" (١). فتفرق بين هؤلاء وأولئك أمام القانون وفي كثير من شئون الإجتماع فمن ذلك مثلاً أن الإسرائليين محرم عليهم أن يقتل بعضهم بعضا وأن يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم، على حين أنه مباح للإسرائيليين، بل واجب عليهم غزو الشعوب الآخرى وخاصة شعب كنعان، وواجب عليهم بعد انتصارهم على بلد ما أن يضربوا رقاب جميع رجاله البالغين بحد السيف. فلا يبقوا على أحد منهم ويسترقوا جميع نسائه وأطفاله، ويستولوا على جميع ما فيه من مال وعقار ومتاع أو ينهبوه حسب تعبير أسفارهم: "وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل مافي المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك" (٢).

ومن ذلك أن الإسرائيلي إذا باع نفسه بيعاً اختيارياً لأخيه الإسرائيلي في حالة عوزه وحاجته إلى المال، فإن رقه يكون موقوتا بأجل يرجع بعده إلى حريته، على حين أن الرق المضروب على غير الإسرائيلي يظل أبد الآبدين: "وتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها تكون لكم يوبيلا وترجعون كل إلى ملكه وتعودون كل إلى عشيرته" (٣). "وإذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد


(١) سفر التكوين ٢١: ١٠.
(٢) سفر التثنية ٢٠: ١٣ - ١٤.
(٣) سفر اللاويين ٢٥: ١٠.

<<  <   >  >>