للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك، فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت. وراءه حصة من عند الملك، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته. . . وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا، وكتب في المكتوب يقول، اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت" (١).

وحينئذ أتيح لداود أن يضم بتشبع زوجة أوريا الحثي إلى نسائه بعد أن أنقضى حدادها على زوجها ووضعت حملها وهي في عصمة داود وخفى بذلك على جميع الناس ما ارتكبه داود من جرائم خسيسة إذ زنى بامرأة متزوجة وعمل على قتل زوجها الشجاع وهو يذود عن حياض بلاده: "فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها. ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابناً. وأما الأمر الذي فعله داود فقبيح في عيني الرب" (٢).

والقصة كما وردت في التوراة: وعلى هذا الوضع محض افتراء ولا يتصور صدور وقائعها من رجل عادي ذى خلق فضلاً عن نبي كريم بالإضافة إلى تناقض وقائعها مع روح الشريعة المقدسة القائلة: "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب. لا يدخل عموني ولا موآبي جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد" (٣).

ولقد شهد الإنجيل بسمو أخلاق داود بالقول، وقال الله قد وجدت داود بن يسَّى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي" (٤).


(١) سفر صموئيل الثاني ١١: ٦ - ١٥.
(٢) سفر صموئيل الثاني ١١: ٢٦ - ٢٧.
(٣) سفر التثنية ٢٣: ٢ - ٣.
(٤) سفر أعمال الرسل ١٣: ٢٢.

<<  <   >  >>