للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن بني إسرائيل مع ما حققه الله تعالى من معجرات على يدى موسى كليمه ويوشع بن نون خليفة موسى تعدوا وصايا الله وخالفوا أنبياءه، فحلت عليهم اللعنة وضربت عليهم الذلة والمسكنة. نسوا الله فأنساهم أنفسهم، لم يصغوا لوصية ولم يسمعوا لتحذير. ومن قبل حذرهم موسى قائلا: "وإن نسيت الرب إلهك وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها وسجدت لها أشهد عليكم اليوم أنكم تبيدون لا محالة. كالشعوب الذين يبيدهم الرب من أمامكم كذلك تبيدون لأجل أنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم" (١).

وتلاحقهم غضبة الله أينما كانوا: "والباقون منكم ألقي الجبانة في قلوبهم في أراضي أعدائهم فيهزمهم صوت ورقة مندفعه فيهربون كالهرب من السيف ويسقطون وليس طارد. ويعثر بعضهم ببعض كما من أمام السيف وليس طارد. ولا يكون لكم قيام أمام أعدائكم" (٢).

وأخيراً لمن الميراث؟

تنبأ المسيح عليه السلام بنبي يأتي من بعده به تختم النبوة ويسند إليه الميرات، فقال: "أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية، من قِبَل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره" (٣).

وهذه النبوءة تأكيد لما حلم به من قبل نبوخذ نصر ملك بابل من أن حجراً ضرب التمثال فسحقه وصار الحجر جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها، وقد عبَّر دانيال النبي هذا الحلم بقوله: "وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبداً وملكها لايترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل


(١) سفر التثنية ٨: ١٩ - ٢٠.
(٢) سفر اللاويون ٣٦ - ٣٨:١٦.
(٣) سفر متى ٢١: ٤٢ - ٤٣.

<<  <   >  >>