وحينما أفاقت شعوب أفريقيا وآسيا وأوربا من غفوتها هبت ترد العدوان وتدفع الخطر قبل أن يستفحل الداء العضال ويستشري السرطان ليهودى فيفتك بأجسام ملايين البشر ويحولهم إلى عبيد لخدمة الشعب المختار. و نال اليهود بعد تلك الصحوة جزاءهم الأوفى.
ففي مصر: تمكن منفتاح سابتح سنة ١٢١٨ ق. م من طردهم نهائيا من أراضي لدلتا.
وفي فارس:
صرح كورش ملك فارس بعودتهم إلى بلادهم "فى السنة الأولى لكورش ملك فارس عند تمام كلام الدين بفم إرميا نبه الرب روح كورش ملك فارس فأطلق نداء في كل مملكته وبالكتابة أيضاً قائلا: "هكذا قال كورش ملك فارس. جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء وهو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم التي في يهوذا. من منكم من كل شعبه ليكن إلهه معه ويصعد إلى أورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب إله إسرائيل. هو الإله الذي في أورشليم " (١). وكان ذلك سنة ٥١٦ ق. م.
وفي بريطانيا:
أصدر الملك إدوارد الأول سنة ١٢٩٠ م مرسوماً يقضي بطرد اليهود من بريطانيا في غضون ثلاثة أشهر، إلا أنهم شرعوا يتسللون إلى البلاد تحت حماية كرومويل معلنين يهوديتهم سنة ١٦٥٦ ثمناً للرشوة التي قدموها إلى لك الطاغية الإنجليزى وأسسوا أول جمعية ليهود الإشكناز
(١) سفر عزرا ١: ١ - ٣. أخبار الأيام التاني ٣٦: ٢٢ - ٢٣.