للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم يرون أن هذه الآية منسوخة , وناسخها آية السيف (١).

كما اختار هذا القول الشنقيطي، في معرض تفسيره لقوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (٢) حيث قال: " وهو الظاهر في معنى الآية - أنه كان في أول الأمر مأموراً بالإعراض عن المشركين، ثم نسخ ذلك بآية السيف , ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (٣) , وقوله: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} إلى غير ذلك من الآيات " (٤).

حجة أصحاب القول الأول الذين يرون أن المراد من قوله: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} تحمل على المعنى الحقيقي:

وهم الذين يرون أن المعنى لا تعاقبهم ولا تجازيهم، وهم يرون أن هذه الآية منسوخة، لأن هناك الكثير من المواقف في سيرته - صلى الله عليه وسلم - تدل على أنه قد ضرب على أيدي الكافرين بيد من حديد وقاتلهم ,ولذلك نرى أن معظم من رجّح هذا القول ذهب إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف ومنهم الزجاج (٥)،


(١) اتفق العلماء والمفسرون على تسمية الآية الخامسة من سورة التوبة بآية السيف،
(٢) سورة الحجر، الآية (٩٤).
(٣) سورة الأنعام، الآية (١٠٦).
(٤) أضواء البيان / الشنقيطي، ص ٤٣٧.
(٥) انظر معاني القرآن وإعرابه / الزجاج، ج ٤، ص ٢٣١.

<<  <   >  >>