للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعاني، وكذلك أبو حيان، والشوكاني، والقاسمي (١)، وذكر ابن عطية وكذلك الرازي كلا القولين وذكرا أن الجمهور ذكروا أن هذه الألفاظ استعارة في تنقية الأفعال، وكذلك مال الألوسي إلى المعنى المجازي (٢) ... .

حجة أصحاب القول الأول الذين يرون أن المراد تطهير الثياب حقيقة بإزالة النجاسات:

حجتهم في ذلك أنه من الأولى حمل الآية حلى حقيقتها، وظاهر اللفظ يدل على ذلك.

قال الطبري: " وهذا القول الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس، وعكرمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، والله أعلم بمراده من ذلك " (٣).

وقال أبو حيان: " {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} الظاهر أنه أمر بتطهير الثياب من النجاسات، لأن طهارة الثياب شرط في صحة الصلاة، ويقبح أن تكون ثياب المؤمن نجسة " " (٤).

وقال الشوكاني: " وهذا القول أولى؛ لأنه المعنى الحقيقي , وليس في استعمال


(١) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٩، ص ١٧٥، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ٣٦٣، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ٣٢٤، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٩، ص ٢٦٤.
(٢) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٣٩٢، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ٦٩٨، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٥، ص ١٣٠.
(٣) جامع البيان / الطبري، ج ٢٩، ص ١٧٥.
(٤) البحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ٣٦٣.

<<  <   >  >>