للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قالوا: إذا حصلت فيه مادة غليظة، فإن تملكت منه ومن غلافه أو من أحدهما فلا يبقى مع ذلك حياة وعاجلت المنية صاحبه، وربما تأخرت تأخيراً يسيراً، وإن لم تتمكن منه المادة المنصبة إليه ولا من غلافه، أخرت الحياة مدة يسيرة؟ وقالوا: لا سبيل إلى بقاء الحياة مع مرض القلب، وعلى هذا الذي تقرر لا تكون قلوبهم مريضة حقيقة " (١).

القول الراجح:

إن المراد بالمرض في هذه الآية المعنى المجازي كما قرّر ذلك ابن عاشور، ومن سبقه من المفسرين، ومما يؤكد هذا الصورة القاعدة الترجيحية والتي نصّ عليها ابن عاشور، وهي أن (إعمال الأغلب في القرآن وتقديم المفهوم الجاري في استعماله أولى) وفي ذلك يقول: " وإطلاق المرض على هذا شائع مشهور في كلام العرب " (٢).

٣ - مثال السبب:

قال تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (٣).

السبب في الحقيقة هو الحبل، قال ابن فارس السبب: الحبل (٤)، ولكن اتفق المفسرون في هذه الآية على أن المراد بالسبب في هذه الآية المعنى المجازي , أي:


(١) البحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ١٨٧.
(٢) التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ١، ص ٢٧٩.
(٣) سورة الكهف، الآية (٨٥).
(٤) معجم مقاييس اللغة / ابن فارس، ص ٤٥٥.

<<  <   >  >>