للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وارداً على ما يتبادر من ظاهره في مفرداته أو تركيبه، فوجب صرفه عن ظاهره، إما بصرف تركيب الخَبر عن ظاهر الإِخبار وهو إفادة المخاطَب النسبة الخبرية التي تضمنها التركيب، بأن يُصرف الخبر إلى أنه مستعمل في معنى مجازي للتركيب، وإما بصرف بعض مفرداته التي اشتمل عليها التركيب عن ظاهر معناها إلى معنى مجاز أو كناية " (١)، وإلى هذا المعنى ذهب الفراء (٢) والزمخشري (٣).

أما الطبري فقد رجّح القول الثاني فقال: " وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد، حتى تأتيهم البيِّنة، وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه. (٤)، في حين اختار الرازي، وكذلك ابن كثير، والشوكاني، والقاسمي القول الأول (٥)، وهو قول مجاهد وقتادة وابن زيد (٦)

واختار القول الثالث ابن عطية ووصفه بأنه قول بارع في معنى الآية وتبعه أبو حيان، والشنقيطي كذلك حيث ذكر أن هذا القول يحل الإشكال الوارد


(١) التحرير والتنوير، ج ١٥، ص ٤٧٠.
(٢) معاني القرآن / الفراء، ج ٣، ص ٢٨١.
(٣) الكشاف / الزمخشري، ج ٦، ص ٤١١.
(٤) تفسير الطبري، ج ٣٠، ص ٣١٧.
(٥) انظر التفسير الكبير / الرازي، ج، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٤، ص ٤٢٣، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ٤٧٤، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٩، ص ٤٥٤.
(٦) أخرج رواياتهم الطبري في تفسيره، ج ٣٠، ص ٣١٧.

<<  <   >  >>