للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وساق الرازي والألوسي تلك الاحتمالات ولم يرجحا (١).

حجة من يرى أن الخطاب موجه لموسى وقومه:

استدلوا بما جاء في القرآن , قال أبو مسلم الأصفهاني: " إن هذا الكلام تمام لما وعد الله موسى عليه السلام به من إهلاك أعدائه، ومعنى صرفهم إهلاكهم فلا يقدرون على منع موسى من تبليغها ولا على منع المؤمنين من الإيمان به، وهو شبيه بقوله: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (٢) فأراد تعالى أن يمنع أعداء موسى عليه السلام من إيذائه ومنعه من القيام بما يلزمه في تبليغ النبوة والرسالة (٣).

قال إسماعيل حقي: " المراد بالآيات ما كتب في ألواح التوراة من المواعظ والأحكام وغيرها من الآيات التكوينية التي من جملتها ما وعد إراءته من دار الفاسقين, ومعنى صرفهم عنها الطبع على قلوبهم بحيث لا يكادون يتفكرون فيها ولا يعتبرون؛ لإصرارهم على ما هم عليه من التكبر والتجبر" (٤).

كما ذكر ابن عاشور أن الاحتمال الأول ورد في التوراة في الإصحاح


(١) انظر التفسير الكبير / الرازي، ج ٥، ص ٣٦٥، وروح المعاني/ الألوسي، ج ٥، ص ٥٨.
(٢) سورة المائدة، الآية (٦٧).
(٣) انظر قول أبي مسلم في تفسير الرازي، ج ٥، ص ٣٦٥.
(٤) روح البيان في تفسير القرآن / إسماعيل حقي، ج ٣، ص ٢٥٥.

<<  <   >  >>