للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما فعل فرعون فعاد عليه فعله بعكس ما أراد " (١).

قال ابن عاشور: " وتعريف المصروفين عن الآيات بطريق الموصولية للإيماء بالصلة إلى علة الصرف , وهي ما تضمنته الصلات المذكورة، لأن من صارت تلك الصفات حالات له يَنصره الله، أو لأنه إذا صار ذلك حاله رين على قلبه، فصرف قلبه عن إدراك دلالة الآيات وزالت منه الأهلية لذلك الفهم الشريف , والوصاف التي تضمنتها الصلات في الآية تنطبق على مشركي أهل مكة أتم الانطباق " (٢).

حجة من يرى أن الخطاب عام لكل من تكبر على آيات الله:

روى الطبري بسنده عن ابن عيينة أنه قال في هذه الآية: " أنزع عنهم فهم القرآن وأصرفهم عن آياتي (٣).

قال ابن عطية موضحاً كلام ابن عيينة: " آياتي: أي كل كتاب منزل (٤).

ورجّح الطبري هذا المعنى فقال: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه سيصرف عن آياته، وهي أدلته وأعلامه على حقيقة ما أمر به عباده وفرض عليهم من طاعته في توحيده وعدله، وغير ذلك من فرائضه. والسموات والأرض، وكل موجود من خلقه، فمن آياته، والقرآن أيضًا من آياته، وقد عم بالخبر أنه يصرف عن آياته المتكبرين في الأرض بغير الحق، وهم


(١) ذكره الألوسي ولم ينسبه، وإنما صدره بقيل، ج ٥، ص ٥٨.
(٢) التحرير والتنوير، ج ٥، ص ١٠٤.
(٣) أخرج روايته الطبري في تفسيره، ج ٩، ص ٧٣.
(٤) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٢، ص ٤٥٤.

<<  <   >  >>