للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان" (١)، وصرح تعالى بأن القاتل أخو المقتول في قوله: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} (٢) وقد قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٣) فسماهم مؤمنين مع أن بعضهم يقتل بعضا، ومما يدل على ذلك ما ثبت في الصحيحين في قصة الإسرائيلي الذي قتل مائة نفس (٤)؛ لأن هذه الأمة أولى بالتخفيف من بني إسرائيل , لأن الله رفع عنها الآصار والأغلال التي كانت عليهم" (٥).

كما يعضد هذه الترجيح قاعدة (النسخ لا يقع في الأخبار) والآية من قبيل الخبر، والأخبار لا تحتمل النسخ , وقد رجّح بها بعض العلماء، منهم النحاس حيث قال: " وهذا لا يقع فيه ناسخ ولا منسوخ لأنه خبر " (٦) كما ذكر ذلك ابن الجوزي في تفسيره (٧).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق , باب صفة الجنة والنار، ج ٥، ص ٢٣٩٩، ح- ٦١٩٠.
(٢) سورة البقرة، الآية (١٧٨).
(٣) سورة الحجرات، الآية (٩).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، ج ٤، ص ٢١١٨، ح- ٢٧٦٦.
(٥) انظر دفع إيهام الاضطراب / الشنقيطي، ص ٦٨.
(٦) الناسخ والمنسوخ / النحاس، ج ١، ص ٧٠.
(٧) انظر زاد المسير/ ابن الجوزي، ج ١، ص ٤٥١.

<<  <   >  >>